من اوصافة علية الصلاة والسلام
فهو صلى الله عليه وسلم أكرمُ خلقِ الله تعالى ، وأعلاهم رتبة، وأجلهم قدراً ، وأحلمهم ، وأشجعهم ، وأعدلهم .
قد جمع الله لَه السيرة الفاضلة ، والسياسة التامة .
وهو أمي ، لا يقرأ ولا يكتب ؛ فعلّمه جميع محاسن الأخلاق ، والطرق الحميدة ، وأخبار الأوّلين والآخِرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخِرة ، والغبطة والخلاص في الدنيا ، ولزوم الواجب ، وترك الفضول ، مع أنه صلى الله عليه وسلم في بلاد الجهل .
وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه ـ في السطر الأول ـ فقال : [ محمد رسول الله عبدي المختار ، لا فظ ولا غليظ ، ولا صخّاب في الأسواق ، ولا يجزي السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، مولده بمكة ، وهجرته بطَيْبة ، وملكه بالشام ] ..... إلى آخره .
وكذلك نعته في الإنجيل .
وقال في القرآن : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [سورة القلم : 4] .
وكان صلى الله عليه وسلم أفصحَ الناس منطقاً ، وأحلاهم كلاماً ، ويقول: [ أنا أفصح العرب ]، [ وإن أهل الجنة يتكلمون بلُغة محمد صلى الله عليه وسلم ] .
وكان صلى الله عليه وسلم سَمْحَ المقالة إذا نطق ، ليس بمهذار ، أوجز الناس كلاماً .
وكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بجوامع الكلم ، لا فضول ولا تقصير ، كلام يتبع بعضه بعضاً ، بين كلامه توقف ، يحفظه سامعه ويعيه .
وكان عليه الصلاة والسلام جَهْوَريَّ الصوت ، أحسن الناس نغمة .
وكان صلى الله عليه وسلم طويلَ السكوت ، لا يتكلم لغير حاجة .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تبسماً وضحكاً في وجوه أصحابه ، ولربما ضحك حتى تبدوَ نواجذُه ، ما لم ينزل عليه القرآن ، أو تذكر لَه الساعة ، أو يخطب بخطبة عِظَة .
وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد .
وكان صلى الله عليه وسلم أحبُّ الطعام إليه ما كثرت عليه الأيدي .
وكان صلى الله عليه وسلم يلبس ما يجدُ من الثياب .. إزاراً وقميصاً أو رداءً أو جُبّةً أو غير ذلك .
وكان صلى الله عليه وسلم تعجبه الثياب الخُضْر .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثرُ لباسه البياضُ .
وكان لَه صلى الله عليه وسلم ثوبُ للجمعة خاصة ، سوى ثيابه في غير الجمعة .
وكان عليه الصلاة والسلام ربما لبس الإزارَ الواحدَ ما عليه غيره ، يعقِدُ طرفيه بين كتفيه ، وربما أََمَّ به الناس .
وكان عليه الصلاة والسلام أحلمَ الناس وأرغبهم في العفو مع المقدرة.