تاريخنا المٌفترى عليه
هذا كتاب للشيخ القرضاوى، يستعرض دكتور يوسف بأسلوبه السلس الإفتراءات على التاريخ الإسلامى منذ عصر النبوة
ونظرا لأن الكتاب جديد فتعذر على إيجاد نسخة إلكترونية منه ولذلك سوف ألخص أجزاء منه على مراحل.
والكتاب يصلح كمرجع أيضا فى الرد عن بعض الشبهات المعتاده
أما لمن يتعجل قراءته فالكتاب ثمنه 20 جنيها لاغير
=========================================
تاريخنا المفترى عليه... للدكتور/ يوسف القرضاوى
قراءة وتلخصيص وإعطاء نبذه عن الكتاب / سنـــــــدس
=========================================
يعد التاريخ ذاكرة الأمة، وليس مجرد سجل للمعلومات والحوادث، ولهذا فإن أعداء الأمة يريدون أن يمحوا ذاكرتنا التاريخية حتى يسهل عليهم فصل هذه الأجيال الناشئة عن ماضيها التليد.
وإذا كانت كل أمة من أمم الدنيا لابد أن تعتز بتاريخها، وأن تجعل منه منارة أصيلة لأبنائها، فإن الأمة الإسلامية كان واجباً عليها أن تهتم بدراسة تاريخها مستلهمة منه العبرة والعظة، وقد قالوا قديما: "ما أشبه الليلة بالبارحة"، وهذا يعني أن التاريخ يعيد نفسه إن تشابهت الظروف والأحداث والمشاهد والوقائع.
ولما كان التاريخ الإسلامي تعرض لضربات قاسية بقصد من أعدائه الحاقدين، وبدون قصد من أبنائه الطيبين فقد رأى الشيخ القرضاوي أن تاريخ الأمة أصبح "مفترى عليه" وكان لازماً عليه وعلى أمثاله من الدعاة أن يفندوا هذا الافتراء، ويزيلوا هذا الغبش.
- الكتاب: تاريخنا المفترى عليه
- المؤلف: يوسف القرضاوي
- عدد الصفحات: 316
- الناشر: الشروق، القاهرة
- الطبعة: الأولى/2005
سبب تأليف الكتاب
ذكر الشيخ القرضاوي أن سبب تأليفه الكتاب هو سؤال وجه إليه في نقابة الأطباء بمصر في صيف 2003م يذكر فيه السائل أن كثيرا ممن يتحدثون عن عظمة الإسلام وعدالته، وما أرساه في الحياة الإسلامية من قيم ومفاهيم وتقاليد يقفون به عند عصر الخلفاء الراشدين، ثم يسكتون عما بعد ذلك من العصور، كأنما خلت هذه العصور من كل فضل أو إنجاز.
ويتكون الكتاب من خمسة أبواب يحاول الشيخ من خلالها أن يصوب الخطأ الذي شاع بغير حق، وأن ينصف أمتنا وحضارتنا وتراثنا وتاريخنا، وأن يرد الأمور إلى نصابها، معتمدا على الحقائق لا على الأباطيل، ومستندا إلى المصادر الموثقة، وإلى الأدلة الناصعة، لا إلى مجرد الدعاوى الفارغة، والأقوال المرسلة.
اختزال ظالم
وفي الباب الأول حمل الشيخ على الكتاب العلمانيين الذين جاروا على التاريخ الإسلامي، وزعموا أن الشريعة لم تطبق إلا في عهد الفاروق عمر، ويرى أن اختزال التاريخ في هذه الفترة المحدودة ما هو إلا ظلم لأمة بكاملها ولتاريخ حافل، وحضارة أضاءت الدنيا قروناً مديدة.
ويضرب الشيخ أمثلة من تاريخ الخلفاء الراشدين ليرد على أغلاط ومغالطات هؤلاء الكتاب، كما أكد الشيخ تكرار النموذج العمري بصورة أخرى متمثلا في عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، ونور الدين محمود الشهيد، وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم مع التأكيد على أن أي واحد منهم لم يبلغ مبلغ عمر، لأن أعوان عمر كانوا من الصحابة الكرام.
"اختزال التاريخ الإسلامي في فترة محدودة ما هو إلا ظلم لأمة بكاملها ولتاريخ حافل، وحضارة أضاءت الدنيا قروناً مديدة"
وقد عاب الشيخ كذلك على بعض الكتاب والدعاة الإسلاميين الذين قسوا على التاريخ الإسلامي، وذكر منهم المودودي، وسيد قطب، والغزالي.
وفي الباب الثاني فند الشيخ الاتهامات الباطلة التي وجهها البعض تجاه الدولتين الأموية والعباسية، فأكد أن الدولة الأموية لم تكن كما زعم البعض دولة مدنية بمعنى أنه لا صلة لها بالدين، أو كما قال آخرون: إنها كانت دولة عربية لا إسلامية، فالشيخ يرى أن هذه فرية فيها مرية تكذبها حقائق الدين، وحقائق التاريخ.
أما حقائق الدين، فقد بدأت دولة بني أمية سنة 40 من الهجرة، واستمرت إلى سنة 132 هـ، فشملت القرون الثلاثة التي هي خير قرون الأمة، قرن الصحابة وقرن التابعين وقرن أتباع التابعين.
وأما حقائق التاريخ فمن المعلوم للدارسين أن الدولة الأموية، هي التي نشرت الإسلام في آفاق الأرض، وفتحت الفتوح شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، وكان لها جيوشها في البر، وأساطيلها في البحر، وهي التي أكملت ما بدأ في عهد أبي بكر وعمر، والسنوات الأولى من عهد عثمان من الفتوح.
وعن الدولة العباسية أكد الشيخ أنها "دولة العلم وازدهار الحضارة" وأن الحضارة الإسلامية كانت هي الحضارة الرائدة في العالم، وكانت جامعاتها هي موئل الطلاب الذين يفدون إليها لطلب العلم من أوروبا وغيرها.
وكانت أسماء علمائها هي أشهر الأسماء في دنيا العلم في العالم كله، وكانت كتبهم العلمية هي المراجع المعتمدة عند العلماء في الشرق والغرب، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم الأولى في العالم.
"أخطاء التاريخ الإسلامي يتحملها ثلاثة، المؤرخون لأنهم تساهلوا في رواية الأحداث، والأدباء لبحثهم عن الإمتاع على حساب الدقة العلمية، والمحدثون لحصرهم الخلافة الراشدة في فترة محددة"
من يتحمل الخطأ
وفي الباب الثالث أكد الشيخ أن من قرأ تاريخنا، قراءة بصيرة ومستوعبة رأى أن هذا التاريخ الذي لا يخلو من أخطاء وخطايا ككل تواريخ البشر يتميز عن غيره من تواريخ الأمم ذات الحضارات، بجملة من المآثر والمزايا.
ولخص الشيخ هذه المآثر والمفاخر في نقاط :
1-عمق الجانب الرباني.
2-وضوح المعاني الإنسانية.
3-رسوخ القيم الأخلاقية.
4- القدرة على تجاوز المحن الكبرى.
5-قدرة الإسلام على الانتشار السلمي.
6- شيوع التسامح الديني.
وحين يرى القارئ هذه المآثر والمفاخر التي يعددها الشيخ يتساءل في نفسه دون أن يسمع غيره، أو لعله يصرخ قائلاً: إذا لم يكن التاريخ الإسلامي بالصورة التي أشاعها من أشاعها، وأظهر فيها العيوب وأخفى المحاسن، بل ضخَّم فيها هذه العيوب والهنات فمن المسؤول إذن عن إشاعة هذه الصورة المزورة عن تاريخنا؟
وهنا يضع الشيخ الإجابة ويلقي بالمسؤولية على ثلاثة أصناف الأول منها المؤرخون لأنهم تساهلوا كل التساهل في رواية الأحداث المتعلقة بالفتن بين الصحابة رضي الله عنهم، وبدولة بني أمية، ولم يمحصوا هذه الروايات وولعهم بالغرائب، وركونهم إلى المبالغات والتهويل، ثم عدم التركيز على الجانب المشرق، والنقاط المضيئة في تاريخ الإسلام.
وبمعنى آخر اهتمامهم بالتاريخ السياسي أكثر من اهتمامهم بالتاريخ الإصلاحي والتجديدي.
والثاني كتب الأدب التي تروي حكايات الأدب وأخبار الأدباء والشعراء وهي تقصد بذلك إمتاع القارئ وتسليته دون أن تقصد التحقيق العلمي، والتمحيص التاريخي، وهي على كل حال لا يترتب عليها حكم شرعي.
الثالث المحدثون أو كثير منهم بما نقلوه من الروايات التي تحصر الخلافة الراشدة في مدة ثلاثين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يكون بعدها الملك العضوض
"عند كتابة التاريخ يجب التحرر من التأثر بفئتين إحداهما تجنح إلى الإفراط والأخرى تجنح إلى التفريط، الأولى تريد هدم الماضي والبدء من جديد، والثانية تريد البقاء في الماضي دون إضافة جديد"
إعادة كتابة التاريخ الإسلامي
ويختم الشيخ بالباب الخامس كتابه، وفيه يتحدث عن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ثانية، ويجيب فيه على ثلاثة أسئلة.
الأول: لماذا التنادي بإعادة كتابة التاريخ الإسلامي؟ حيث ينادي الجميع الآن بإعادة كتابة التاريخ العلماني الليبرالي والماركسي والقومي العربي، حتى أميركا تريد منا أن نعيد تاريخنا.
ويرى الشيخ أن أميركا تريد أن تتحكم في تاريخنا كما تتحكم في حاضرنا ومستقبلنا، فهي تريد منا أن نغير من أجلها هويتنا وذاتيتنا، وتريد كذلك أن تتدخل في ماضينا، لتصوره لنا على ما تريده هي، فتأخذ منه وتبقي، وتغير منه وتبدل.
ولا غرو أن تطلب علنا أو من وراء ستار بأن نحذف من تاريخنا غزوات الرسول وسراياه وفتوحات الصحابة ومعارك المسلمين في رد حروب الفرنجة وغارات التتار، وأن نحذف أسماء أبطالنا، أبي عبيدة وسعد وخالد وطارق ونور الدين وصلاح الدين الأيوبي و قطز وأمثالهم.
الثاني: من يكتب التاريخ؟ فيرى الشيخ أن كاتب التاريخ لابد أن يتحرر من آفتين أولاهما ضعف التوثيق والإثبات، وثانيتهما سوء التفسير وقراءة الأحداث.
ويختم الشيخ كتابه بأنه عند كتابة التاريخ يجب التحرر من التأثر بفئتين إحداهما تجنح إلى الإفراط والأخرى تجنح إلى التفريط.
الأولى من يزعمون أنهم دعاة التجديد، والتجديد عندهم في أن نهدم بنيان الماضي، ونبدأ من جديد، فهم يريدون أن يحذفوا الفعل الماضي من اللغة، ويحذفوا الأمس من الزمن.
والثانية في مقابل هؤلاء من يريدون أن نحبس أنفسنا في قمقم الماضي، وأن نظل نجتره بأفراحه ومآسيه، بمحامده ومثالبه، لا نبرحه ولا نعدوه، أو لا نصنع لأنفسنا تاريخا جديدا.