[size=25]اتصل بي صديقي: م ..... ر... هاتفا</SPAN>
السلام عليكم ــــــــــ</SPAN>
قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته</SPAN>
م : أخبارك </SPAN>
قلت : نحمد الله على ما نحن فيه ونشكره سبحانه على ذلك وأقل من ذلك.</SPAN>
م: هل أنت مشغول اليوم ؟؟</SPAN>
قلت : نعم ودائماً !!</SPAN>
م: هناك عزاء هل ستحضر معي ؟؟!!! ( سنشيع جثمان والدة زميل لنا )!!</SPAN>
قلت : نعم فكم يشتاق الإنسان إلى من يذكره بالدار الآخرة وسط الساحة المضجة بالأحداث الصاخبة وغيرها، المألوف منها وغير المألوف، هذه هي الحياة، لا مفر .</SPAN>
م : إذاً أنتظرك لا تتأخر كعادتك !!!!!</SPAN>
قلت : آسف وغير آسف على التأخير تحكم الظروف وتفرض فى بعض الأحيان كلمتها .</SPAN>
م : فى تمام الثالثة والنصف عصراً ــ ها ـ لا تتجاهل الأمر ـ انتظرك لنذهب معاً .</SPAN>
قلت : لا ضير ـ قادم إليك سيادة المستشار .</SPAN>
م : لدي بعض الأعمال سأقوم بإتمامها الآن وأنتظرك ( السلام عليكم ورحمة الله ).</SPAN>
قلت : إنشاء الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته</SPAN>
أتممت أعمالي ولملمت أوراقي وأغلقت جهاز الكمبيوتر وتوجهت إليه فى المكان المزمع الالتقاء فيه، استقبلني بترحاب حافل، تفضل بالشكر بواجب الضيافة كالعادة،أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة عصراً لم يتبقى من الوقت إلا القليل، استعددت نفسياً بينما كان هو منهمك فى لملمة أوراقه، فجميعنا يعرف القضاء والمسؤوليات المناطة به، توجهنا إلى السيارة ، صلينا العصر فى جماعة، ومن ثم الجنازة، مروراً على الأقدام إلى المقابر، وما أدراك ما المقابرـــ!!!!!</SPAN>
راحة نفسية تبعث فى النفس الندم إن لم تكن قد قدمت صالحاً لمثل هذا الموقف، الجميع فى صمت مشين،انشغل البعض بدفن المتوفية، بينما اتجهت بنظري إلى المقابر، نظرة طويلة تذكرت فيها بعض الأشياء التى لا يمكن أن تخفى هنا، لربما تحت بطن الأرض طريق مظلم ولربما نور ورحمة،والكلام هنا كثير والتعبير يهرب مني لهول الموقف وعظمته وهيبته، ولعلك أن تشعر بهذا أيها القارئ، إنها رحلة مصير فى لحظات، فالأمل فى الحياة يجعلك تفعل ما تشاء دون فرض كنترول ورقابة حاسمة على نفسك فى بعض التصرفات، إن إعادة الحسابات قبل رحلة المصير لهو نِعمَّ القرار الصحيح ربما يكون فى وقت قصير بعد رحلة طويلة أجهدت نفسك بالذنوب الثقال دون رؤيتك لواقعك الحق فى نهاية كانت محسوبة لك أو عليك، المصير كلمة بسيطة فى نظر البعض ، بينما يعد لها البعض الآخر حساباً ليس بعده حساب !!!!</SPAN>
نظرت إلى المقابر !! صمت !! قاتل !! أخذت أنظر إلى القبور ما إن سقط البصر على اسم طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، تذكرت بعض الأقوال، أن معظم الناس يعتقدون أن الموت لا يغيب إلا الكبير ( المسن ) أي ما يتجاوز عمره الستون أو السبعون عاماً، تذكرت جيداً ( الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل ).</SPAN>
نعم صندوق العمل سألت نفسي ماذا لو نزع فتيل الحقد من بيننا؟؟ سامح بعضنا البعض عما بدر من أخطاء، تعاونا على كل خير، سعينا من أجل إسعاد أمتنا، قدمنا كل ما يخدم الجميع، أشياء كثيرة يمكن أن تحسن الخاتمة..</SPAN>
كلمة مصير ليست كلمة سهلة فإذا تمعنت فيها يمكن أن تستخرج من حروفها كلمات كثيرة، نعم مصير.......لأول مرة يخونني قلمي فى التعبير عن كلمة هي البداية والنهاية معاً ما يقال هنا كثير من كثير ولكن يبقى الإنسان هو صاحب قرار مصيره إمَّا إلى </SPAN>(الجنَّة ـ النَّار)</SPAN>
ربما كانت زيارة بسيطة إلى المقابر، تقوم المعوج ، وتذكر الغافل، وأمل ليائس، ولربما يستفيد منها عاصي فيعود، أو فاجر فيتوب أو....................................................!! </SPAN>
</SPAN> حقاً أعجزت على إتمامها .....</SPAN>
</SPAN> ((اللهم نسألك بكل ما سألك به حبيبك ونبيك سيدنا ( محمد صلى الله عليه وسلم ) وأن تغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك على ما تشاء قدير، يا نعم النصير)) </SPAN></SPAN>
كما نسألك ربنا أن تنشر الأمن والآمان والسلم والسلام على سائر بلاد المسلمين وأن ترحم شهدائنا الأبرار وأطفالنا الأيتام، وأن ترد كيد المغتصبين وأن تجعل تدبيرهم تدميرهم بأحق ما يستحقونه هؤلاء الشرذمة الحاقدين. </SPAN></SPAN>
آمين
[/size]</SPAN>