خلال أول انتخابات رئاسية تعددية في مصر في سبتمبر 2005 دلفت إلي محل نظارات بالعباسية لإصلاح "نظارتي".. المحل أتعامل معه منذ سنوات وصاحبه يعرف أنني صحفي.. قال لي وائل عبدالمنعم "بماذا يعدنا المرشحون الآخرون؟.. قلت له اقرأ برامجهم واستمع إليهم.. وأجاب لماذا أصدق كلام وأنا أعيش في "واقع"؟!! اسمع يا أستاذ.. عندنا مشاكل كثيرة جدا.. لكن الراجل دهه بيشتغل "يقصد الرئيس مبارك". ولم نعرف عنه أنه يهوي الشعارات أو دخل بنا في مغامرات.. ونفسي أتفرج علي أي معارض من هؤلاء وعنده مسئولية 77 مليون بني آدم.. الواحد بيحتار في عياله وكل واحد منهم له طلبات.. مش ممكن الناس كلها تبقي راضية.. لكن الناس عارفة إن الرئيس لن يسمح أن نكون لبنان أو العراق أو فلسطين.."!!. هذا ملخص أمين لما قاله أحد أفراد هذا الشعب الذي يقل دخله الشهري عن ألف جنيه بعد مصاريف العمالة وإيجار المحل والكهرباء والمياه وغير ذلك.. قيمة هذا الكلام في رأيي أنه صادر عن شخص يعمل وينتج.. وبالتالي فهو مشتبك يوميا مع ارتفاع أسعار الخامات وزيادة أجور العمالة الفنية والزيادة السنوية للإيجار إلي جانب تضاؤل القوة الشرائية للجنيه المصري.. وبالتالي فإنه كان المفروض أن تسبق شكواه رضاءه.. لكن عقله هداه إلي أن "الواقع" دائما أفضل من الأحلام. وذلك لأنه رجل عملي!. فعلا نحن نعيش استقرارا لا يقدر بمال وهذه ميزة عظيمة يدركها المصريون.. دعاة الفوضي والتغيير والتخريب والهدم فشلوا لأنهم لم يرفعوا شعارا واحدا واقعيا مثل الذي اتخذه الرئيس مبارك منذ فترة طويلة وهو "الإصلاح" فالإصلاح شعار القوي الذي يملك خطة. والتخريب أو الفوضي شعار الطفل أو "الحنجوري". نعم "الإصلاح" معني ودلالة.. فهو يؤكد أن الحاكم منذ اتخذه شعارا ومنهاج عمل. فإنه يسعي إلي الأفضل لشعبه ويعمل جاهدا لنقله إلي مكانة أميز من تلك التي يعيشها.. ما كان أسهل علي الدولة أن تغمر الناس "ببنكنوت" مطبوع لا يغطيه اقتصاد قوي أو رصيد من الذهب أو البترول.. حدث هذا في أيام عبدالناصر والسادات.. لكن الآن العولمة جعلت موازنات الدول مكشوفة.. ولو كنا لجأنا إلي طبع النقود لدخلنا منذ زمن بعيد إلي قائمة الدول المفلسة. ولزاد اقتراضنا الخارجي وعجزنا عن سداد الديون الهائلة وفوائدها.. ولا كان نفع "إصلاح" أو تقويم. تعليمات الرئيس كانت ألا يضر الإصلاح الاقتصادي المواطنين. ولابد من مراعاة البعد الاجتماعي للمصريين.. لكن "الإصلاح" يتعثر إذا ما تراجع الإنتاج. وإذا ما أسلم البعض منا أذنه وعقله إلي محرضين علي الإضراب والتكاسل مع أن الدول الرأسمالية الكبري لا توقف الإنتاج حرصا علي مصالحها حتي لو حدث إضراب.. شعار الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي رفعه الرئيس مبارك جذب استثمارات ضخمة وجلب أموالا للخزانة العامة ومع ذلك لم تتخل الدولة عن الدعم الذي زاد زيادة كبري في الأعوام الثلاثة الأخيرة ليتواءم مع زيادة السكان. وعلي سبيل المثال تم مد مظلة الضمان الاجتماعي لتشمل مليون أسرة أضيف إلي دخلها مائة جنيه شهريا و20 جنيها لكل تلميذ من أبنائها.. وتم إصدار بطاقات تموين جديدة ليزداد عدد المستفيدين منها إلي 55 مليون فرد وتدعيم الصندوق الاجتماعي للتنمية لمضاعفة عدد المستفيدين من برنامج الأسر المنتجة إلي 2 مليون أسرة وغير ذلك الكثير. الرئيس مبارك أثبت بحق طوال سنوات حكمه انه بطل العدالة الاجتماعية الذي لم يجعل مصطلحات الاقتصاد ونظرياته تجور علي الفقراء ومحدودي الدخل لذلك فان غالبية المطحونين من أبناء هذا البلد لا يعرفون غيره ملاذا من سطوة رأسمال لا يرحم وجبروت رجال أعمال لا يشعرون بشعب يرزح تحت أعباء كثيرة. اننا ونحن نهنئ الرئيس بعيد ميلاده اليوم نود ان تكون هديتنا له مزيدا من الانتاج والعمل والانخراط فيه.. ليتبوأ هذا البلد المكانة اللائقة وسط دول العالم المتقدمة وليس من المعقول ان نضع ساقا فوق ساق ونصفق طالبين كل شيء دون ان نترك مكاننا.